التوازن بين الجسد و العقل و الروح

(من المهم أن تعلم أن الطب البديل يقوم على أساس رؤية عميقة لكيفية عمل الجسم ، فالطب الأكلينكي التقليدي يفهم الأمراض على ضوء السبب و النتيجة ، فيعالج إلتهاب المثانة الناتج عن إرتفاع ضغط الدم بالمضادات الحيوية لقتل البكتيريا ، بينما في المقابل يتخذ الطب البديل نظرة أشمل فيرى الأنسان ككتله واحدة ويعزي سبب المرض إلي إضطراب في التناغم و التآلف الموجود لدى الشخص السليم بين الجسد و العقل والروح.
إن الطب البديل يهدف إلي إكتشاف مبرر عدم التوازن الذي يسبب المرض وإصلاحه ، فقد أظهر بحث حديث أن نظام الدفاع المناعي – وهو وسيلتنا الرئيسية للوقاية من البكتريا و الفيروسات و التغير الذي يحدث للخلية الخبيثة و الشيخوخة المبكرة – يضعف بسبب التوتر و القلق و الأكتئاب مما يجعلنا أكثر إستعداداً للأمراض المعدية و السرطان ، وقد سار هذا الدليل المادي بإتجاه تأكيد التفاعل الحيوي بين الجسد و العقل والروح).

حين شرحت المعطيات أعلاه لشخص عانى على مدى سنين عديدة من الفيروس الكبدي في وضعه الخامل كانت كفيله لإنتشاله من هاوية الكآبة التي اوقع نفسه بها و أحال حياته إلي جحيم ، فأعتزل الناس وأضرب عن الزواج لأعتقاده الجازم أن الفيروس الكبدي ينتقل للزوجه والأبناء ، بينما يفيد الطب الأكلينكي التقليدي أن نوع الفيروس الخامل الذي يحمله لا ينتقل للأخرين طالما أنه في وضع خامل ، وأن الفيروس الكبدي عموماً لا ينتقل من الأم للطفل من خلال الرضاعة الطبيعية.

(لماذا تفكر في الفيروس أن ينشط يوما ، لماذا لا تفكر في أنه سيموت على يدك أنت؟!!)
هكذا قلت له بعد أن شرحت له المعطيات عاليه ، فماذا عساها كانت النتيجة ؟.......

إن العين مرآة العقل وعندما يفكر المرء عليه أن يحرك عينيه في اتجاهات مختلفه ليستحضر المعلومه المطلوبه ، فحين كان هو يركز على المرض كانت المعلومة المطلوب إستحضارها (خاطئة) جملة وتفصيلا منذ البداية ، والعقل يبني على آخر تجربة ، والتجربة هنا هي أن الفيروس الكبدي قاتل ، وعليه فإن ذاك الشخص يهتم بهذا الجانب فقط ، فيقراء بالصحف ويشاهد في الأنترنت و التلفاز ويستحضر عقله كل ما يرتبط بهذه المعلومه وحدها فقط ، فلم يفكر بالقضاء علي الفيروس عوضا عن التفكير في متى تراه سينشط؟ ، ولم يفكر بأن هناك وصفة علاجية من الأعشاب الطبيعية تحمل براءة إختراع عالمي لطبيب مشهور تقضي على نوع الفيروس الذي يحمله ، ولم يفكر بأن هناك زراعة للكبد وأن الكبد و الطحال هما العضوين الوحيدين بالجسم البشري القابلين للنمو ، والشخص كجسد وعقل وروح ماهو إلا نتاج ما يفكر به ، فإن فكر بالمرض فهو مريض لامحاله ، وإن فكر في خسارة مال فو خاسر وإن فكر في الكسب فهو كسبان.

بعد هذة الجلسة والتي تمت عن بعد من خلال الأنترنت ، بداء هذا الأخ الكريم يبحث عن شريكة حياته وهو الذي كان يعتزل الناس وآخر ما يفكر فيه إكمال نصف دينه.
إن معظم حالات الأكتئاب مبنية على آخر تجربة مر بها العقل البشري ، ولا يمكن له أن يغيرها من تلقاء نفسه مالم يتدخل معالج او صديق او قريب ، وهذا هو السر في إنقاذ كثيرين هددوا بإلقاء أنفسهم من علو شاهق ليتخلصوا من حياتهم بسبب بناء عقولهم على آخر تجربة ، لأن آخر تجربة تجر بقية التجارب معها سواء كانت تجربه ناجحة أم فاشلة.