لقد خلق الله البشر للسير على الأقدام ، ونحن كائنات ذوي قامات معتدله وجسد صمم للتنقل . إن السير على الأقدام عملية معقدة تتطلب تكاملا وظيفيا الي حد كبير بين الناحيتين الحسية والحركية ، فهو يمرن عقولنا كما يمرن الأنظمة العضلية الهيكلية ، فإذا نظرنا الي التوازن والذي يعد مجرد عنصر من عناصر المشي نجد أنه يتعين على الفرد لكي يحافظ على توازن جسمه لاشعوريا ، بلا جهد أثناء تغييره لوضعه وتنقله فوق أرض ذات أسطح مستوية داخل مجال الجاذبية الأرضية ، أن يمد المخ بالكثير من المعلومات ، يعتمد في جزء منها على آلية الأذن الداخلية مسئولة عن الشعور بالإتجاه في مساحة خالية ثلاثية الأبعاد ، فإذا أصاب هذه الآلية اي عطب عندئذ لن يستطيع الفرد أن يحافظ على توازنه ، ولكن المخ يعتمد ايضا – بالإضافة الي المعلومات القادمة من الأذن – على الرؤية البصرية والمعلومات التي تصله عبر الحواس الأخرى لكي يستطيع المحافظه على التوازن بدءا من مستقبلات اللمس التي تعطيه المعلومات بشأن اي جزء من الجسد يتلامس مع الأرض والي المستقبل الذاتي في العضلات والأوتار والمفاصل والذي يجعل المخ على دراية دائمة بالوضع المحدد لكل جزء من أجزاء الجسم في المساحة الخالية. ويمكن ان يؤدي اعاقة عمل اي من هذه القنوات الي التمايل والسقوط . يتم تجهيز هذه المعلومات في المخ بواسطة المخيخ الذي يستخدم لتنظيم إستجابات العضلات لمتطلبات اي تغيير في الحركة عندما تمشي ، وتكون حركة اطرافك حركة تبادلية ، بمعنى أن الرجل اليمنى والذراع الأيسر يتحركان للأمام معا في نفس الوقت ، ثم تتحرك الرجل اليسرى والذراع الأيمن . وهذا النوع من الحركة يولد نشاطا كهربائيا في المخ له تأثير منظم ومنسق على الجهاز العصبي المركزي . وتلك فائده خاصة في المشي قد لا تحصل عليها بالضرورة من انواع اخرى من التمارين. وهو علاج شافي مضمون للدوار المزمن او ما يعرف بالدوار الحركي Positional Vertigo بسبب خلل مؤقت في أداء الأذن الداخلية (كريستالات الأذن الداخلية) التي تخرج عن نطاق صوان الأذن فتسبب حالة دوار وغثيان مؤقتين تزولان بإعادة تلك الكريستالات الي وضعها الطبيعي عن طريق المشي.