رزقة الله بطفلين صبي جذاب ذو سبع سنين وصبية جميلة ذات ثلاث سنوات ، قال لي بأنه يواجه معهما مشكلة المبيت بالغرفة المجاورة لغرفة نومهم الرئيسية لأنها اصبحت تضيق بهم ، قلت حدثني عن الأمربالتفصيل ، قال: باب الغرفة الآخر مجاور لباب غرفة النوم الرئيسية ولا يفصل الغرفتين الا جدار واحد ومع هذا حين نقنعهم طويلا بالمبيت فيها ما يلبثون إلا دقائق معدودات ويعودون الي الغرفة الرئيسية ، وحين نغلق بابها يزعجوننا بالطرق عليه الي ان نفتح لهم فينسدلون اليها بهدؤ مع أنهم يلعبون بغرفتهم طوال اليوم ، وهكذا في كل يوم نكرر نفس الأحداث السابقة. قلت له: صف لي غرفة نوم الأطفال ، قال جهزتها أمهم لهم لتكون غرفة لعب ونوم ، بها العابهم وصور للشخصيات الكرتونية معلقة على الجدران وحتى بالسقف وبها سريرين صغيرين واثاث مخصص للأطفال. قلت: هل السرر بغرفتهم بنفس الحجم؟ أجاب: بالطبع لا .. سرير الولد صغير وعادي اما سرير البنت فهو سرير الأطفال من النوع القفصي لكي لا تسقط منه. قلت: وكم مضى على قراركم بمبيتهم بالغرفة المجاورة؟ أجاب: حوالي ثلاثة او أربع اسابيع. قلت: وحين يباتون معكم بغرفتكم أنتم اين ينامون بالعادة قال: في منتصف السرير بيننا . قلت : إذا هم لا ينامون على الأرض . قال: على الأرض؟ .. لا .. بتاتاَ. قلت: سيحتاج اقناعهم بالمبيت في غرفتهم الي إجراء بعض التعديلات بغرفة نومهم. إعتدل في جلسته منصتا وقال كلي آذان صاغية ، اي تغيير ليبيتون بغرفتهم سأجريه بها فورا. قلت: يقارن الولد بين سريره الصغير وسريركم الكبير ، وتقارن البنت بين سريرها القفصي وسرير أخيها العادي. في نظري ستحتاج الي الغاء كلا السريرين وتزود غرفتهما بأسرة عادية وعلى كل حال هناك اسرة منخفضة وحجمها ليس كبيرا جدا. (( الأطفال دائما يقلدون الكبار فتجد الأبن يقلد اباه في لبس العقال والغترة وتجد البنت تقلد أمها في لبس ثياب الصلاة وهكذا ، هذا النوع من التقليد يولّده العقل الواعي ويسجله فيما بعد العقل الباطن ، فتجد الطفل يقلد والديه في طريقة العقاب على اخوانه الصغار ، وفي طريقة الجلوس ، وفي طريقة الأكل و الشرب ، وحتى في طريقة النوم ، ولأنهما تعودا على النوم في سرير والديهما ، فإن الصورة الذهنية لسرير الوالدين مقارنة باسرتهما الصغيرة يرفضها عقلهما الباطن ، فالولد يصر على النوم بسرير أكبر لأنه يشعر بأنه كبير كفاية لينام عليه والبنت تصر على تقليد إصرار أخيها. )) وهكذا .. تركته وأنقطعنا فترة طويلة من الزمن ثم أنني قابلته يوما بالسوبرماركت فقال لي فعلت ما طلبته مني بعد تردد وأخذ وعطا بيني وبين والدة الأطفال وقد لا حظنا تغير كلي في تصرفاتهما منذ اليوم الأول خصوصا وأن والدتهما كانت تأخذ قيلولة قصيرة على سرير احدهما والآن هما يباتان بغرفتهما دون أزعاج بتاتا.