العادة السرية

كثيرة هي الرسائل التي اتلقاها من وقت لآخر من الجنسين بخصوص (العادة السرية) وطلب المساعدة في الأقلاع عنها . ذلك أن ممارسة هذة العادة يعقبه ندم ذاتي سرعان ما يزول حينما تظهر الإثارة الجنسية من جديد عبر صورة او فلم او خيال ذهني لتتكرر ممارسة العادة السرية من جديد وهكذا إلي مالا نهاية مالم يعلم المرء حقيقة هذه العادة ، ولماذا هو يمارسها؟ وكيف له الإقلاع عنها؟.

العادة السرية من الممكن أن تبدأ منذ الطفولة، لاحظ بعض الاطفال الصغار في عمر سنتين او اكثر خصوصا الذكور منهم كيف أنهم يلهون بأعضائهم التناسلية من وقت لآخر وتنهرهم امهاتهم عن ذلك ، وهى توجد أيضاً فى مراحل كثيرة من سلم المملكة الحيوانية ، فقد لاحظ العالمان "فورد وبيتش" 1951 هذا السلوك فى أنواع كثيرة من الحيوانات مثل القردة والنسانيس التى تفعل ما يشبه العادة السرية. لاحظ العالمان أيضاً وجودها -اي العادة السرية - وممارستها بواسطة بعض الثدييات الأخرى، وفى بحثهما نقرأ التالي:"ذكور الأفيال فى بعض الأحيان تداعب قضيبها شبه المنتصب بواسطة جذعها، وذكور الكلاب والقطط تلحس عادة عضوها لتحدث إنقباضات قوية فى منطقة الحوض مما يثبت التأثير الجنسى لهذه المداعبات، وقد لاحظنا أيضاً هذه الممارسات فى الدولفين". وبالرغم من محاولة هذين العالمين "فورد وبيتش" إضفاء الطبيعية على هذه العادة إلا أنهما لاحظا أن معظم المجتمعات الإنسانية تدين هذا السلوك وتعتبره غير مرغوب فيه.

تعريف العادة السرية
حسنا .. أمامنا إذاً مصطلحين منفصلين هما "العادة" و "السرية" لنبداء اولا بتعريف العادة .. ماهي العادة ؟.
التعريف المبدئي و البديهي للعادة أنها الشئ الذي اعتاد وتعود المرء على أداءه بشكل تلقائي ، فمشاهدة التفاز عادة ، والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وتصفح الإنترنت عادة ، و الخروج للتسوق او التنزه او زيارة الأقارب خلال عطلة نهاية الأسبوع ايضا عادة. هذا التعريف بديهي ولكن يذكر ستيفن كوفي بكتابه " العادات السبع للناس الأكثر فعالية" The Seven Habits of Highly Effective People تعريفا مختلفا و أكثر دقة وشمولية للعادة حيث يقول: " العادة هي النقطة التي تلتقي فيها المعرفة ، و المهارة والرغبة ، المعرفة هي فهم ما ينبغي عمله و لماذا ينبغي عمله ، والمهارة هي معرفة كيفية العمل ، والرغبة هي الحماس للعمل.
ولأبسط لك أمر هذا التعريف فأنني أقول لك بأن كلا منا يبدأ حياته كطفل رضيع معتمدا كلية على الآخرين الذين يتولون رعايته و توجيهه و تنشئته و دعمه وبدون هذا الدعم فلن يعيش سوى ساعات قليلة او ايام معدودة على اكثر تقدير ، وشيئا فشيئا عبر ما يلي من شهور و سنين يصبح الطفل اكثر إعتمادا على الذات – جسمانيا و فكريا – حتى يتمكن في نهاية المطاف من رعاية نفسه بصفة رئيسية وبلا تدخل او دعم من الآخرين ليستلقي توجهاته من داخل ذاته وضع خطين تحت "من داخل ذاته". ومع استمرار نموه و بلوغه يتزايد إدراكه بأن كل ما حوله يتكاتف مع بعضه البعض ، حيث أن هناك منظومة ايكولوجية تتحكم فيه اسمها (القدر) ثم تنكشف له حقيقة جديدة هي أن الآفاق العليا في النفس البشرية على صلة تامة بالآخرين ولهذا سمي (إنسان) لأنه يستأنس بمن حوله من الخلق ولا يحبذ العزلة... وتذكر هذا الأمر عند قرائتك للأسطر التي تلي هذه.

حين تدرك هذه الحقيقة تعلم حينئذٍ بأن (العادة) (السرية) تحتاج لثلاثة أمور أساسية لأدائها ..(الأثارة الجنسية) و (الأثارة الحسية باللمس) و (الوحدة او العزلة) وضع خطاً باللون الأحمر تحت الأخيرة و لايمكن بأي حال من الأحوال أداء هذه العادة إن نقص أحد هذه الأمور الثلاثة فهي كمنظومة واحدة تسير ثلاثتها جنبا الي جنب ويكمل أحدها الآخرين.

عرَّفنا آنفا العادة ولنعرف الآن مصطلح (السرية) ... السرية مأخوذ اسمها من السر أي الكتمان ، وفي شأن العادة السرية فالسر هنا يعطي معنى مختلف عن الكتمان هو العزلة ، فالاستثارة الحسية من أجل المتعة الذاتية الجنسية تتم في عزلة تامة عن الآخرين ويستحيل أن تمارس هذه العادة أمامهم ولذا سميت بالعادة السرية.
حسنا .. طالما أن المرء يمارسها في عزلة فلينظر الي المرتبة الثالثة من مراتب الدين الأسلامي الحنيف وهو (الأحسان) و تعريف الآحسان "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" .. (فإنه يراك) ..

مراحل العادة السرية
هناك ثلاثة مراحل للعادة السرية حيث تبداء العادة السرية بالمرحلة الأولى مرحلة (الإثارة الجنسية) التي قد تنشأ من النظر لصورة مثيرة او مقطع فيلم اوحتى صورة ذهنية خزنها الدماغ مسبقا ، ومع هذه البداية تنتقل العادة للمرحلة الثانية حيث يوعز الدماغ لليد لتوليد الأثارة الحسية.
(الأثارة الحسية) وهي المرحلة الثانية من مراحل العادة السرية تتم غالبا باليد من أجل الوصول للمرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل العادة السرية وهي مرحلة (المتعة الجنسية) هذه المتعة تنفذ بوسائل عديدة ووسائط متعددة مثل الحك أو التدليك أو العصر أو الإهتزاز، كل هذا للأعضاء التناسلية بالطبع، ولكن من الممكن أن تحدث الإثارة عن طريق مثل هذه الوسائل لأعضاء أخرى غير الأعضاء التناسلية مثل الثديين والجانب الداخلى للفخذ أو فى بعض الأحيان الشرج. ويصاحب هذه الأثارة دائما العزلة او السرية ، وعليه فإن تجنب هذه العوامل الثلاثة (الاثارة الجنسية و الأثارة الحسية والعزلة) كفيل بحد ذاته في هجر هذه العادة .

إذا كنت ايها الممارس للعادة السرية قد غلقت الأبواب و جهزت المثيرات الحسية للمداعبة الجنسية و وفرت الصور والأفلام المثيرة فتذكر أنك هنا قد حققت ثلاثة مراحل من اربع لأداء العادة السرية (المثيرالجنسي و المثير الحسي ، و العزلة) ولكنك فقدت الرابع وهو الأحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

الخلاصة
حين يختلط المرء بمن حوله من أهل و أصدقاء ويبتعد عن العزلة و الوحدة فإنه بالتالي سيكف تلقائياً عن الاستثارة الجنسية التي تقود الي مداعبة الأعضاء التناسلية باللمس او الحك ثم يضيف الي ذلك علمه بالمرتبة الثالثة من مراتب الدين (الإحسان) ، وحين يصل لهذه المرحلة فقط فإنني أضمن له هجر العادة السرية نهائيا.